الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

كيف تدون أحداثك اليومية بأدوات الصحفي الناجح

إذا كنت ممن يمرون بأحداث يومية عديد ومتنوعة ولك احتكاكات يومية بأشخاص كثيرين أو إذا كانت طبيعة تتطلب منك زيارات متعددة لأماكن عديدة في مدينتك أو بلدتك أو بلدان أخرى حول العالم.

وإذا كنت تواجه أحداثاً هامة ترى أنها تستحق التدوين .. فأنت مدعو معي اليوم على طاولة الأفكار لأعرض لك

أفكاراً تساعدك على تدوين تلك الأحداث التي تمر بها بحرفية عالية، لكي تخرج طاقتك الصحفية المخبوءة
داخلك وتتقمص شخصية الصحفي الناجح الذي يجيد استخدام أدواته ويستغل كل لمحة من حياته في صناعة كلمات خالدة يستفيد بها من بعدك.


راقب الأحداث بدقة:

لا تدع شيئا يفوتك؛ ركز في كل حدث صغير يحدث أمامك؛ حاول أن تشارك فيه؛ ومن ثم اخرج منه إلى أوراقك ودونه بصياغة تشد القراء إليه؛ عليك أن تعرف أن كل حدث بسيط وراءه حكاية كبيرة. حاول أن تعرفها من أبطالها؛ أو حاول أن تستشفها بنفسك أو من آخرين قريبين من الحدث.

سلط الضوء على هذه الحدث الصغير بأدواتك التي تملكها وبمجهرك الصحفي لصناعة موضوع مميز يستحق المتابعة من قراءك وتستحق أنت الإشادة عليه.


شارك في الحوارات:

لا تدع حواراً أو مناقشة إلا وانضم إليها؛ وتفاعل معها؛ حاول أن تجعل للحوار مسارات محددة النقاط في القضايا التي تهم مجتمعك للحصول على أكبر كم ممكن من المعلومات حول النقاط التي ترجوها.

اذهب إلى مدونتك واخلق من حواراتك السابقة مواضيع كاملة عن القضايا التي تم مناقشتها؛ دون لتشارك قراءك أيضا في تلك القضايا.


اصنع الأحداث بنفسك:

حاول أن تخلق أحداثاً لتكتشف الجديد من خلالها؛ اصنع حوارات شيقة مع من تخالطهم في يومك؛ ناقشهم في أحلامهم وأهدافهم واستخرج ما في جعبتهم من أسرار وأفكار؛ ناقش من تقابلهم صدفة أو بموعد في القضايا المجتمعية الهامة.

ناقش سائق التاكسي أو الأوتوبيس؛ ناقش بائع الخضار وعامل البقالة؛ ناقش الجزار والحداد؛ ناقش مديرك وزملاءك في العمل؛ ناقش جيرانك وأصدقاءك وأقاربك؛ ناقش كل هؤلاء واستفزهم لمعرفة أرائهم في كل الأمور التي تشغلك وتشغل الآخرين.

ثم جسد هذا كله في مدونتك بطريقة صحفية تضفي على الحوارات متعة إضافية وإثارة تشد انتباه قراءك ومتابعيك.


تحدث عن الأشخاص الذين تقابلهم

اصنع مواضيع عن الأشخاص الذين تقابلهم؛ تكلم عن حرفهم وصفاتهم وسلط الضوء على المهمشين والبسطاء؛ والعالم الذي يعيشون فيه كن صوتهم المسموع أمام العالم، ومرآتهم ليراهم الناس من خلالك.

إذا ركزت في هذا الاتجاه ستجد الكثير من الأمور التي تستحق التدوين؛ وستجد مجتمعات كاملة تحتاج إلى من يكتب عنها وينشر همومها ومشاكلها للناس.


صف الأماكن التي تزورها

اصنع مواضيع أيضا عن الأماكن العديد التي تزورها؛ حتى ولو كان شارع ما؛ اذكر أهم معالمه؛ صف القاطنين فيه والعاملين في محلاته. صف القري والنجوع؛ والأحياء والمناطق؛ صف الحدائق والشؤاطئ؛ تحدث عن كل مكان صغير أو كبير تطأ فيه أقدامك؛ فقط امسك قلمك وستجد ما يستحق الكتابة.


ابتكر حوارات من وحي خيالك

لا يمنعك كل هذا أيضا من ابتكار حوارات من وحي خيالك؛ حوارات كنت تتمنى أن تدار؛ وأحداث كنت تطمع في أن تحدث؛ حوارات ترى أنها ستغير أفكارا بالية لدى الناس؛ وستمحو أخطاءً يرتكبها البشر في حق أنفسهم وفي حق غيرهم من ذوي جنسهم.


وبعد أن استعرضنا بعض الأفكار التي تؤهلك لبناء مدونة متكاملة الأركان عن أحداثك اليومية؛ سأزودك الآن ببعض الأمور الهامة المكملة لعملك والتي ستحتاجها دوماً في رحلة عملك.


صور ما يشد انتباهك فور حدوثه

اجعل الكاميرا الخاصة بك جاهزة دوماً وعلى وضع الاستعداد؛ فأنت الآن صحفي ماهر تحاول أن تصنع سبقا صحفيا تسبق به الآخرين؛ تأخرك في التصوير سيبدد المشهد من أمامك والذي لن يتكرر مرة أخرى؛ فلا تضيع الفرصة من أجل أمر بسيط كهذا.

الهواتف الذكية سهلت عليك الأمر؛ اختر هاتفاً ذكياً ذا دقة عالية في التصوير؛ ضع الأيقونة الخاصة بالكاميرا في المقدمة لسرعة الوصول إليها.


سجل حواراتك وحوارات الآخرين

تسجيل الحوارات مهم جداً؛ سيسهل عليك استرجاعها عند الحاجة؛ فكثير من الحوارات تذهب طي النسيان مع كثرة الأحداث التي تمر بك.

إذا كانت الحوارات شخصية استئذن أصحابها قبل التسجيل؛ فقد يكون ذلك ضد رغبتهم.


كن لطيفاً مع الناس 

لطفك مع الناس وتوددك لهم سيساعدك كثيرا في استخراج ما يحملون داخل صدورهم؛ بل وسيساعدونك أيضا في مهمتك التي أنت بصددها؛ وعلى النقيض؛ فتعاملك معهم بعنجهية أو بطريقة يكرهها الناس سيؤدي إلى نفور الناس منك؛ كما أنه قد يعرضك لبعض المتاعب التي أنت في غنى عنها.

قطعة حلوى أو قارورة ماء قد يساعد كثيرا في إذابة جليد اللقاء الأول.


لا تكن مريبا ومثيرا للشك 

لا تتصرف بطريقة مريبة تثير علامات الاستفهام من حولك لدى الناس؛ كما أن حوارك معهم بطريقة بوليسية قد يجعلك مثار شكهم مما يجعلهم حذرين معك ومتحفظين فيما يقولون؛ فلا تستفيد من تلك المناقشات فيضيع وقتك ومجهود بلا داعي.


انزل إلى مستوى من تحاور 

نزولك إلى مستوى محاورينك سيزيل كثيراً من الحواجز بينك وبينهم؛ بالإضافة إلى أنه سيساعدهم في فهم ما تقول؛ وهذا أيضاً سيكون له مردود جيد على النتائج المرجوة من الحوار.



لا تدخل في نقاشات عقيمة وغير مجدية 

لا تضيع وقتك بالدخول في نقاشات غير مجدية؛ يكون الغرض من ورائها الجدال فقط ولا شيء آخر.

الجدال سيتعبك بلا داعي وسيشتت تركيزك وقد يؤدي إلى نسيانك معلومات قيمة كنت قد جمعتها للتو؛ كما أن الحوارات ذات الطريق المسدود التي لا تفضي إلى شيء غير مفيدة لك مطلقاً.


لا تخسر الناس بردود أفعالك الغير محبذة

لا تحاول أن تنفعل أثناء مناقشتك لأحد الأشخاص؛ ولا أن تسخر منه مثلا أو من طريقة تفكيره؛ أو من طريقة لبسه؛ ستخسر الناس بالتأكيد بهذه الطريقة وأنت تدرك جيداً أن رأس مالك هو الأشخاص الذين تقابلهم في حياتك.


لا تكن فضولياً أكثر من اللازم

لا تحاول أن تضغط على محاورك للبوح بمعلومات هو يرفض الإعلان عنها؛ فلكل أشخاص أسراره التي لا يحب أن يطلع عليها الناس أو على الأقل يطلع عليها الناس المقربين منه فقط.


لا تكن ثرثاراً 

لا تكن ثرثارا ومزعجاً وتتحدث في أمور تافهة لا تهم الناس أو تتحدث في أوقات لا يجوز فيها الحديث. كن ذكيا في اختيار الأوقات المناسبة لطرح الحوارات ولا تتحدث بطريقة مزعجة تنفر الناس منك.




وبعد؛ هذه لمحة بسيطة عن بعض الصفات والأمور التي يجب أن تكون في حسبانك للاستفادة من مجهودك الذي ستبذله أفضل استفادة لبناء مدونتك وتحقيق الناجح الذي تأمله.