الكتابة أو التدوين ليس بالأمر البسيط كما يعتقد البعض، فليس كل من سيمسك القلم سيستطيع أن يبني أفكاراً ويرتب جملا ويضع تحليلا وتصورا لأمر ما.
كل ما سبق ينبني على بعض الركائز والأسس الواجب توفرها فيمن يريد الكتابة وإلا فإن كتابته ستصبح مجرد كلمات لا معنى لها ولا قيمة لمحتواها.
ومن أهم هذه الشروط:
1- قارئاً جيداً
نعم.. لكي تكون كاتبا بارعا يجب أن تكون قارئا ممتازا.. تبحر في بحر القراءة لمسافات أكثر عمقاً، تأخد الخبرات من السابقين وتنمي ثروتك المعرفية، وتتعلم أصول الكتابة مما تقرأ.
تتعلم كيف تبني الأفكار متسلسلة متناغمة، تتعلم كيف تبدأ وكيف تنتهي، كل هذا وأكثر من هذا سوف تتعلمه من قراءتك المستمرة.
يجب أن يكون لديك مخزون معرفي كبير تستطيع نسجه في شكل مواضيع لامعة ومقالات هادفة.
2- متابعاً جيداً للأحداث
لن تستطيع أن تبني أفكارك وتجاربك بمعزل عن الحوادث اليومية والمستجدات المعاصرة؛ وإلا ستصبح كمن يعيش في صحراء منعزلة، يصرخ ولا أحد يسمع ندائه.
إن الكاتب المميز هو من يربط كتاباته بمستجدات الأمور، يخاطب قرائه فيما يحبون، يناقشهم في همومهم ويشاركهم في أحلامهم، وهذا لن يتأتى له إلا بمتابعة ما يدور حوله من أحداث وما يطرأ من مواقف ومشاكل يحياها الناس على أرض الواقع.
3- ذا أسلوب بسيط غير معقد
لو خاطبت الناس بما لا يفهمون فلا جدوى من مخاطبتهم إذن.. هذا هو الأساس الذي يجب أن ينبني عليه أسلوبك في الكتابة.
إذا كانت مدونتك موجهة إلى عامة الناس فيجب عليك مراعاة الفروق الفردية فيما بينهم، واجعل أسلوبك سلساً مفهوماً لهم، لا تجعل هناك فجوة بينك وبينهم، وابتعد عن العبارات التي تحمل حذلقة زيادة عن اللزوم.
إن نشرك لأفكارك بطريقة مبسطة يحبها الناس سيزيد تعلق القراء بك، سيحبونك ويحبون كتاباتك، فلا تبخل عليهم بذلك فتخسرهم.
4- ذا قدرة على التحليل والابتكار
حين تشرع في مناقشة قضية ما، يجب عليك أن تحلل عناصرها إلى عناصر فرعية ليسهل عليك بعد ذلك مناقشة كل عنصر على حدة لأن العناصر الفرعية تبسط العنصر المركب وهو العنصر الأساسي للقضية أو الموضوع.
هذه القدرة على التحليل ستزداد رويدا مع قراءتك المستمرة والواعية في شتى المجالات.
كما يجب أن يكون عندك قدرة على الابتكار، ابتكار الحلول للقضايا التي تكتب فيها، وابتكار العناصر الإضافية التي تطور أداءك وتطور كتاباتك.
وكما قلت سابقا كل هذا سيأتي مع ممارسة القراءة والكتابة والإبحار فيهما قدر ما تستطيع.
5- ملماً إلماماً جيداً باللغة
إن إلمامك باللغة التي تدون بها إلماماً جيداً سيساعدك كثيراً في تنظيم كتاباتك وتحسين أداءها، سيجعلك قادراُ على خلق المفردات التي تناسب مواضيعك ووضعها في موضعها الصحيح الذي يلائمها.
لذا ننصح كل من يدون أو من هو مقبل على التدوين أن يطور لغته ويبحر فيها قليلا ليصبح أكثر ثقة وهو يرتب الكلمات والمفردات بطريقة تخدم كتاباته.
هذه هي أهم الأسس الواجب توفرها في المدون أو الكاتب ننصح الجميع بها.